الرئيسية / نصائح / فوائد الإنترنت وأضراره للصغار والكبار وكيفية حماية الأطفال من أخطاره

فوائد الإنترنت وأضراره للصغار والكبار وكيفية حماية الأطفال من أخطاره

الإنترنت:هذا العالم الواسع الذي غزا البشرية خلال السنوات القليلة الماضية, وكان له أثر كبير في تطور الإنسان والمجتمع وحتى البلدان وهذه حقيقة لايمكن إنكارها, لكن هذه التكنولوجيا الحديثة كما أنها أحدثت ثورة  تقدم وتطور كبيرة في عالمنا فهي بالمقابل أيضاً أحدثت دماراً وزلزالاً هائلاً في حياتنا ومجتمعاتنا, وربما وصلت نسبة التضرر منه أكبر بكثير من نسبة الإستفادة منه , كيف ذلك ولماذا؟ للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها قمنا يإنشاء هذا المقال لنتعرف معاً على الإنترنت بكل سلبياته وإيجابياته التي يبدو أنها جعلت منه سلاح ذو حدين. فلننطلق إذا بمشوارنا ورحلتنا الإستكشافية حول عالم الإنترنت فتفضلوا معنا.

المحتوى

تعريف الانترنت:

يُمكن تعريف الإنترنت على أنّه تلك الشبكة العالمية التي يتم من خلالها ربط الملايين من أجهزة الحاسوب أو الأجهزة الذكية الأخرى مع بعضها البعض بين أيّ نقطتين في العالم، وقد ظهر الإنترنت في سبعينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت شبكة الإنترنت آنذاك غير مرئية لجميع الأفراد في العالم، ومع مرور الوقت أخذت رقعة استخدام الإنترنت بالتوسع حتى وصل عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في عام 2015م إلى نحو 3.2 مليار إنسان حول العالم، ومن تزايد هذه الأعداد ودخول العديد من التقنيات والتطبيقات في الشبكة العنكبوتية أصبح لزامًا معرفة فوائد الإنترنت وأضراره، التي سنتعرف عليها اليوم في كلماتنا القادمة.

هل الإنترنت مفيد أم مضر لنا؟

تعتبر الهوة السحيقة من المعلومات التي نطلق عليها اسم شبكة الإنترنت بمثابة نعمة ونقمة في آن واحد.

فبقدر ما يساهم الإنترنت في نشر المعرفة والفهم في جميع أنحاء العالم، فإنه يوفر أيضاً فرصاً لا حصر لها لإضاعة الوقت واكتساب العادات غير الصحية، مثل الهوس بمطالعة شبكات التواصل الاجتماعي دائماً. وقد وجدت الأبحاث أن هناك علاقة بين الاستخدام المفرط للفيسبوك وبين تدني احترام الذات وقلة الرضا عن الحياة، على الرغم من صعوبة تحديد الأسباب التي يُعزى إليها ذلك والآثار الناجمة عنه.

كم يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم؟

يعتمد ذلك على كيفية قياسنا. أحد المقاييس الشائعة المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وهو هيئة تابعة للأمم المتحدة، يُعرف مستخدمي الإنترنت بأنهم الأشخاص الذين استخدموا الإنترنت خلال ثلاثة أشهر سابقة.

ما يعني أنه ليس من المفترض أن يستخدم الناس الإنترنت لمجرد أنهم يعيشون في مدينة مزودة بكابل إنترنت أو بالقرب من برج يوفر لهم خدمة الاتصال اللاسلكي بشبكة الإنترنت WiFi. وفقاً لهذا المعيار، فقد استخدم حوالي 3.58 مليار شخص، أو ما يقدر بنحو 48% من سكان العالم، شبكة الإنترنت بحلول نهاية عام 2017. ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 3.8 مليار شخص أو 49.2% من سكان العالم بحلول نهاية عام 2018، مع استخدام نصف سكان العالم لشبكة الإنترنت بحلول شهر مايو/أيار عام 2019

من هم اللذين يستعملون الإنترنت؟

في بعض البلدان، يتصل جميع الأشخاص تقريباً بشبكة الإنترنت. وفقاً لتقرير صدر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، فإن أكثر من 98% من سكان أيسلندا يستخدمون الإنترنت، وهناك نسب مماثلة في كل من الدنمارك والنرويج ولوكسمبورغ والبحرين. بينما في بريطانيا يستخدم ما يقرب من 95% من السكان شبكة الإنترنت، بالمقارنة مع 85% في إسبانيا، و84% في ألمانيا، و80% في فرنسا، و64% فقط في إيطاليا.

وفي الوقت ذاته، وجد تقرير صادر عن مركز بيو للأبحاث Pew Research Center عام 2018، أن 89% من الأميركيين يستخدمون الإنترنت. عادةً ما يكون الأشخاص غير المستخدمين  للانترنت هم الأكثر فقراً وكبار السن، والأقل تعليماً والذين يعيشون في المناطق الريفية. على الرغم من ذلك، فإن الغرب لا يهيمن على عالم الإنترنت. ففي حين أن الولايات المتحدة لديها حوالي 300 مليون مستخدم للإنترنت، فإن عدد المستخدمين في الصين وصل إلى أكثر من 800 مليون مستخدم في عام 2018، بينما لا يزال 40% من سكانها لا يستخدمون الإنترنت. كما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الهند هذا العام ما يقدر بنحو 500 مليون مستخدم، ولا يزال 60% من السكان هناك غير متصلين بشبكة الإنترنت.

ماهي الفوائد المرجوة من استخدام الانترنت؟:

  • التسوق والخدمات المصرفية:يتيح الإنترنت للأشخاص الوصول إلى حساباتهم المصرفية لعرض الرصيد أو إجراء المعاملات البنكية أو إرسال الأموال لأشخاص وحسابات أخرى، بالإضافة لتوفر خدمات أخرى من خلال الإنترنت، مثل عرض الفواتير ودفعها إلكترونياً، ويوفر الإنترنت أيضاً خدمة التسوق من خلاله وهذه واحدة من مزاياه المهمّة، حيث يمكن العثور على المنتجات التي يرغب الشخص بشرائها من المتاجر الإلكترونية المتوفرة، وهذا يجعل التسوق أكثر سهولة.
  • مصدر للمعلومات:انّ من أهم فوائد الإنترنت أنّه مصدرٌ غير محدود للمعلومات لجميع المواضيع في شتى مجالات الحياة، حيث إنّ بإمكان أيّ شخص يملك جهازاً إلكترونياً حديثاً واتصالاً بالإنترنت أن يتصفح عدداً غير محدود من المعلومات المنشورة على المواقع الإلكترونية، مثل: الأخبار، والمعلومات الاقتصادية، والسياسية، والعلمية، والثقافية، وغيرها، وهذا الأمر يُحسّن دقة البحوث ويوفّر الوقت والجهد والمال على الباحثين. ومن هنا يمكننا الإعتراف أن الإنترنت كان له دور فعال جداً في إرتفاع  نسبة القراءة والمطالعة عند فئة كبيرة من الناس.
  • إرسال واستقبال المعلومات من خلال خدمة البريد الإلكتروني، حيث يمكن إرسال الرسائل لأغراض العمل أو التجارة أو حتّى لأغراضٍ شخصية.
  • تقديم التبرعات للآخرين.
  • إرسال بطاقات المعايدة للآخرين في المناسبات المختلفة.
  • التحقق من جودة المنتجات قبل شرائها من المتاجر الإلكترونية التي تقوم ببيعها.
  • التواصل مع الآخرين، ويكون ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. البحث عن عمل من خلال الإنترنت أو التقدم للوظائف عبر الإنترنت. البيع عبر الإنترنت.
  • استخدام الإنترنت لأغراضٍ ترفيهية، مثل: الاستماع للموسيقا أو مشاهدة مقاطع الفيديو المختلفة. التعلم عبر الإنترنت، ويكون ذلك من خلال الانضمام إلى الدورات التدريبية للتعلّم وتطوير المهارات. فيمكننا القول بانه ساهم في سهولة وصول العلم إلى شريحة كبيرة من المجتمع وخاصة النساء والامهات اللواتي يصعب عليهن الخروج من المنزل لتقلي العلم على أرض الواقع.
  • اكتساب الثقافة، قد يرغب الشخص في تثقيف نفسه صحياً من خلال قراءة مقالات أو مشاهدة مقاطع فيديو تعليمية.

    الأضرار التي تعود علينا لاستخدامنا الانترنت:

  • يمكن عن طريق الإنترنت أن يتعرف الأطفال أو الشباب على أصدقاء سوء.
  • تضييع الوقت وإهداره في أمور غير مفيدة، والتقصير في المهام الأساسية سواء الدراسة أو العمل.
  • الميل للعزلة والوحدة حيث أن الإنترنت هو عالم إفتراضي يجعل الإنسان يستمتع به ولا يريد الإبتعاد عنه، وبالتالي حدوث تفكك في الأسرة والعلاقات الإجتماعية.
  • التحريض على الكثير من الأمور الخاطئة وسهولة جذب الكثير من الشباب لإرتكاب أفعال تضر بالمجتمع مثل الجماعات الإرهابية وغيرها.
  • أضرار صحية من كثرة الجلوس على الإنترنت مثل ضعف البصر وآلام في الظهر والفقرات والرقبة.
  • الميل للكسل والخمول لأن الجلوس على الإنترنت يعوض الإنسان عن أنشطة أخرى فيها حركة ونشاط.
  • سهولة التجسس على الأشخاص ومعرفة معلومات عنهم وإقتحام الخصوصيات وقد يصل الأمر إلى الإبتذاذ.
  • سهولة الوصول إلى المواقع الإباحية المختلفة من قبل الشباب ورؤية أمور لا يستحب مشاهدتها.
  • التعامل مع أفراد في مجتمعات أخرى تختلف عاداتها وتقاليدها مما يؤدي لمحاكاتهم والبعد عن القيم الأخلاقية والعادات المجتمعية السليمة.
  • سهولة الخيانة الزوجية سواء للرجل أو المرأة لسهولة التحدث مع أي شخص عبر الإنترنت، وبالتالي زيادة فرص الطلاق الذي أدى بدوره إلى انهيار الأسر وتفكك المجتمع.

أضرار الانترنت الخطيرة على الأطفال:

سواء كان استخدام أطفالك لشبكة الإنترنت عن طريق (الآي باد) أو (الموبايل) أو أيّ جهاز آخر للعب أو لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب أن يكون ذلك لوقت قصير ومحدّد دون إفراط. فعلى الرغم من منافع استخدام الإنترنت إلّا أنَّ الدراسات أثبتت أنَّ الاستخدام المُفرِط له مخاطر عديدة وواسعة على الأطفال ومن هذه المخاطر:

أولاً:المخاطر الجسديّة والذهنيّة لاستخدام الإنترنت من قبل الأطفال:

  • الاستخدام المفرط لهذه التقنيّة وما يتعلق بها من وسائل وأجهزة، يؤدّي إلى الإصابة بأمراض كالتشنج في عضلات العنق والكتفين، بالإضافة إلى أوجاع أخرى في العضلات. وتظهر هذه الأعراض من جراء الجلوس المطوَّل وغير الصحيح.
  • إنَّ التعرّض للوميض المتقطّع الموجود في الرسوم المتحركة في هذه الألعاب الإلكترونية بشكل كبير وبمستويات عالية ومتباينة من الإضاءة، يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال.
  • أظهرت دراسة جديدة أنّ الهواتف الذكية التي تُستخدم من خلالها شبكة الإنترنت لوقت طويل يمكن أن تؤدّي إلى التسبب بإجهاد العين وجفافها، كما تؤدّي إلى الإصابة بالصداع.
  • الاستخدام المُفرِط لهذه التقنيّة وما يتعلق بها من أدوات ووسائل، قد يصيب الأطفال بخمول جسدي يتمثّل في الإصابة بأمراض عضويّة، كالإصابة بالسمنة الناجمة عن قلّة الحركة.
  • الاستخدام المفرط لهذه التقنيّة من خلال التكنولوجيا الحديثة، وقضاء الأطفال لساعات طويلة أمام جهاز الحاسوب أو غيره من الأجهزة للعب أو لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من شأنه أن يؤثّر على نمو التفكير التخيُّلي عند الأطفال والذي يكون في غاية الأهميّة في سن الخامسة فيؤدّي ذلك إلى ضعف هذه القدرة النمائية والذهنيّة، لأنَّ هذه الأدوات تُوفِّر جانباً كبيراً من قُدرة الأطفال على التخيُّل بطريقة آليّة، بغض النظر عن رغبة الأطفال.
  • إنّ تعرُّض الأطفال لكمٍ هائلٍ من المعلومات من خلال التصفّح عن طريق هذه الشبكة يؤدّي إلى تعرضهم لمتلازمة الإنهاك المعلوماتي، كما قد يسبّب ذلك للطفل أو المراهق تشوّشاً واختلالاً في التوازن المعرفي.
  • إنَّ الاستخدام المفرط لهذه التقنية وخاصة بقضاء الأطفال أوقات كبيرة في اللعب بالألعاب الإلكترونيّة، من شأنه أن يجعل الطفل أقل ذكاءً، حيث لا يتوفّر لهم الوقت الكافي للتفكير في إطار أوسع.

ثانياً:المخاطر النفسيّة والسلوكيّة لاستخدام الإنترنت من قِبل الأطفال:

كالمخاطر في المحتويات أو السلوكيات التي يراها أو يتعرّض لها الطفل من خلال استخدام الإنترنت وما يتعلق به من وسائل التواصل الاجتماعي والتي تتلخص بالتالي:

  • العُنف السيبراني:

هو حالة شائعة أو هجوم شنيع يتعرّض له الطفل على شبكة الإنترنت، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها من برامج وتطبيقات، والتي يُمكن أن تؤدّي إلى إصابة الطفل بالاكتئاب النفسي لشعوره أنّه وحيد ومنبوذ، وقد يؤدّي ذلك في بعض الأحيان للوصول لدرجة الانتحار.

وللعنف السيبراني أشكال عديد منها:

  • تعرُّض الطفل للمهاجمة: ويكون ذلك من خلال استخدامه للهاتف والإنترنت، حيث يتعرّض للمُهاجَمَة من الأطفال والمراهقين من خلال التحرّش والتشهير أو الإرهاب النفسي. كما تتم مضايقة وإزعاج الأطفال من خلال تداول الصور أو مقاطع فيديو ذات طابع عدائي والمتاجرة بها، وذلك عبر نشرها على شبكة الإنترنت، أو إرسالها عن طريق الهاتف الذكي عبر الرسائل والتطبيقات.
  • تعرُّض الطفل للتنمُّر: هو استغلال شبكة الإنترنت بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق إرسال الرسائل التي تحمل معانٍ مُسيئَة للطفل، أو استخدام معلومات خاصة به وتهديده بها، أو جعله هدفاً لتقليل ثقته بنفسه، أو إشعاره بالخوف والمحاصرة وفقدان احترامه لنفسه. كما تتمثّل من خلال نشر بعض الأشخاص لتعليقات أو صور مسيئة أو السخرية أو الإهانة وتشويه السمعة.
  • تعرُّض الطفل للاستغلال الجنسي والعاطفي: وهي من أخطر ما قد يتعرَّض له الطفل في حال استخدام الإنترنت من دون رقابة. فقد أثبتت الدارسات أنَّ الإنترنت يُسهل عملية تواصل أولئك المولعين بالجنس مع الأطفال، حيث أنَّ هذه الفئة من الأشخاص هي التي تقوم بتوزيع المواد الإباحية التي تعِّرض الأطفال للجنس، وتقوم بفتح محادثات جنسيّة صريحة معهم. وكلما زاد تعامل الأطفال مع المواد الإباحية زادت مخاطر ممارستهم لما يشاهدونه، سواء أكانت هذه الممارسة في صورة اعتداء أم اغتصاب جنسي أم تحرُّش بالأطفال، مع وجود طرق عديدة لابتزاز الأطفال.
    وقد يتعرض الطفل للاستغلال العاطفي خصوصاً مع انتشار العلاقات العاطفيّة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام هذه البرامج من قبل مختلف الفئات العمرية. حيث من الممكن أن ينجُم عن ذلك استغلالهم عاطفيّاً وجنسيّاً من قِبَل فئات عمريّة قد تكون أكبر منهم، ويؤدي لنتائج لا تُحْمَد عُقبَاها.
  • تعرُّض الطفل لمحتوى غير لائق: من الممكن أن يؤدي استخدام الأطفال للإنترنت دون رقابة إلى تعرُّضِهم لمحتويات غير لائقة وعنيفة إباحيّة أو حتّى عنصريّة، كما يمكن أن يتعرضوا لمعلومات ومحتويات تشجّع على الانتحار وتعاطي المخدرات أو حتّى محتويات عنيفة تؤدّي بهم إلى سلوكيات خطيرة.
  • تعرُّض الطفل للخداع والاحتيال: فقد يتعرَّض الطفل للخداع من خلال استخدام الانترنت من قبل العديد من المواقع والمنظّمات التجاريّة والقراصنة المنتشرة بشكل كبير، والتي قد تَسْتَغِل الطفل للحصول على المعلومات الشخصيّة الخاصة به مثل: اسمه، وعنوانه، ورقمه، وبريده الإلكتروني، ورقم بطاقة الائتمان، أو الحساب المصرفي، وحتى عنوان المدرسة. ويكون ذلك عن طريق خداعه بضرورة التسجيل في مسابقة ما من خلال كتابة معلوماته الشخصيّة، أو تعبئة نماذج لغرض ما، أو الحصول على حق تحميل برامج أو ألعاب.. وغيرها من وسائل الاحتيال.
    وقد تصل الأمور إلى درجة أكبر من الخطورة من خلال استغلال الأطفال وتقديم الإغراءات لهم، بالاحتيال ماليّاً عليهم، أو سرقة هوياتهم وحساباتهم الشخصية على الإنترنت كسرقة بريدهم الإلكتروني مثلاً.

إضافة للمخاطر الاجتماعيّة التي تؤثّر على الطفل من خلال استخدام الإنترنت بشكل كبير، والتي قد تؤدّي به إلى إدمان الإنترنت، وبالتالي جنوحه للإنعزال، وابتعاده عن الأهل والأصدقاء، وحتّى إصابة الطفل بضعف الشخصيّة لانغماسه بهذا العالم الافتراضي.

ولابد للإشارة أيضاً الخطأ الكبير الذي نلاحظه على الأمهات بتسليم أجهزة الموبايل لاطفال في السنة الاولى من عمرهم أو الثانية بغرض التسلية أو التوقف عن البكاء او سماع الأغاني فينتج عن ذلك إدمان هؤلاء الأطفال على هذا الجهاز الصغير فهذه بحد ذاتها خطورة كبيرة  لأطفال بهذا العمر.

كيف أحمي طفلي من الانترنت وأضراره؟

أيها الأباء والأمهات هذه مسؤلية كبيرةتقع على عاتقكم ويجب أخذها بعين الإعتبار والتعامل معها بكل جدية وحزم وعدم الإستسلام لرغبات الأطفال بالمداومة على استخدام الإنترنت ليل نهار في كل زمان ومكان دون ضوابط أو حدود. فالخطوات الواجب اتباعها مع أطفالكم هي التالي:

  • توعية الأطفال بأضرار الانترنت:

وذلك بتنبيههم بضرورة أخذ الحيطة والحذر، من خلال عدم منحهم أيّ معلومات شخصيّة تتعلق بهم من: اسم، عمر، عنوان، كلمة المرور، وغيرها من المعلومات لأيّ شخص غريب، وعدم التعاطي مع الأشخاص الغرباء الذين لا يعرفونهم أو تلقّي رسائل بريدية منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوعيتهم إلى ضرورة إخبار أحد الوالدين أو أيّ شخص راشد قريب منهم عند شعورهم بعدم الارتياح.

  • يجب أن تكون بجانب طفلك عند استخدامه الإنترنت لمراقبته وحمايته:

وذلك من خلال استخدام العديد من البرامج التي توفّر الحماية للأطفال من خطر الدخول لمواقع غير لائقة، أو غير مرغوب بها، أو أي خطر قد يتعرضون له من جراء استخدام شبكة الإنترنت.

فهناك مثلاً برنامج “نورتون فاميلي” (Norton Family) وهو برنامج يساعدك على مراقبة نشاط أطفالك بشكل عام، وقد تمّ تطويره من قِبَل شركة سيمانتك الرائدة في مجال الحماية والأمن وبرمجيات إدارة المعلومات، ويعد هذا البرنامج من أهم البرمجيات للرقابة الأبوية التي يُنصح بالاعتماد عليها حيث يَعْرُض ما يفعله أطفالك على الإنترنت وتحديد المخاطر المحتملة.

  • حصر استخدام الأنترنت بأوقات معينة:

فمن الضروري تقليص أوقات استخدام الأطفال للإنترنت، بما فيه من ألعاب الكترونيّة ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من التطبيقات والبرامج، وذلك بتحديد أوقات معيّنة لاستخدامها واستغلال هذه الأوقات باستخدام الإنترنت بشكل مفيد للتعلّم أو أيّ نشاط أخر يحقّق منفعة للطفل.

  • تشجيع الأطفال على التحدث عن استخدامهم للأنترنت:

وذلك من خلال فتح باب الحوار معهم حول اهتماماتهم على الشبكة ونوع المواقع التي يقمون بزيارتها، ومعرفة أصدقائهم الذين يتحدثون معهم من خلال هذه المواقع. وبذلك تكون على دراية تامة بكل مايستخدمه طفلك في الانترنت.

  • تنبيه  الأطفال لكيفيّة التصرّف  الصحيح في حال تعرّضهم لإساءة:

فقد يتعرَّض الأطفال لمختلف أنواع الإساءات عند استخدامهم لشبكة الإنترنت، بما فيها من تطبيقات ومواقع ووسائل تواصل اجتماعي، لذلك يجب تهيئة الطفل وتوعيته لكيفيّة التعامل مع هذه المواقف.

كما يقع على عاتق المؤسّسات التعليميّة نشر هذه التوعية بين الطلاب في المدارس، من خلال القيام بأنشطة ترفيهيّة تعليميّة تُساعد على رفع الوعي بمخاطر الإنترنت، ككُتيِّب الألعاب الذي يقدّم أنشطة لتوعية الأطفال بالاستخدام الآمن للإنترنت.

  • تحديد أعمار أطفالك الذين يُسمح لهم باستخدام الإنترنت:

حيث أنَّ ذلك يختلف من أسرة لأخرى، وقد أصبح شائعاً وبشكل خطير استخدام الأطفال بعمر صغير جدّاً لهذه التقنية، لذلك لا بدّ من تحديد عمر معيّن يُسمح فيه للطفل بتصفح الإنترنت، ويفضّل أن يكون من الخامسة أو السادسة.

  • حماية الجهاز من الفيروسات:

من خلال تحميل واستخدام برامج مكافحة الفيروسات وبرامج الحماية الشّخصيّة الموجودة في الحاسوب وتحديثها بشكل دوري كل فترة.

  • كُن قدوة حسنة لأطفالك:

وذلك من خلال تقليل استخدامك للإنترنت بما فيه من وسائل التواصل الاجتماعي وغيره من الأدوات، وحاول أن تقضي مع أطفالك وقتاً أطول، وشجّعهم على اللعب وممارسة الأنشطة بعيداً عن هذا العالم الافتراضي.

وبذلك تصبح لهم مثلاً يحتذى به وقدوة حسنة يتطلّعون إليها، فمن الخطأ أن تنهاهم عن فعل ذلك وتقوم أنت بالمقابل بنفس الفعل، لأنَّ ذلك يؤدّي إلى نتائج سلبيّة لا تريدها.

وأخيراً فإنَّ الهدف الأوّل من هذا المقال هو تشجيع الاستخدام الآمن للإنترنت  للكبار والصغار وتوفير جو من الحماية للطفل، وهذا لا يعني حرمان الطفل من حقه في استخدام هذه التقنيّة أو الاستفادة منها وتوسيع مداركه وعلاقاته الاجتماعية، ولا ينفي فوائد استخدام الإنترنت، بل مجرد السعي نحو نشر التوعية من مخاطر استخدام ا لإنترنت وطرق حمايتهم من قبل الأهالي، دون حرمانهم المُطْلَق من حق استخدامه.ولاننسى نحن الكبار أن أيدينا وأعيننا ستشهد علينا يوم القيامة بكل سيئة اقترفناها ,ناهيك عن السيئات الجارية في نشر المحرمات على مواقع التواصل الاجتماعي , فااحرص أخي المسلم على استعمال نعم الله في طاعته لا في معصيته. دمتم بكل حب وخير ودمتم في حفظ الله ورعايته.

عن bdolany

شاهد أيضاً

ماهي مخاطر وأضرار الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب وماهي طرق علاجها؟

ماهي مخاطر وأضرار الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب وماهي طرق علاجها؟

حقيقةً هي مشكلة صحية خطيرة يعاني منها قسم كبير من الرجال والنساء, وهي الجلوس الطويل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *