الرئيسية / الرجل و المرأة / ماهي أسباب الطلاق وماهي أثاره؟

ماهي أسباب الطلاق وماهي أثاره؟

يحرص الإسلام دائماً للمحافظة على الفرد والمجتمع بالضوابط الشرعية لكي لاينتشر الظلم والانفلات والرذيلة بين أفراده ,فلم يترك لنا ديننا الحنيف مسألة أو علاقة إلا وأرشدنا إلى الطرق السليمة لنجاحها واستمرارها , ولم يترك لنا داء إلا وأوجد له الدواء , فقد شرع الله الزواج لإقامة علاقة صحيحة وسليمة وشرعية بين الرجل والمرأة , فوضع الضوابط والأسس لنجاح واستمرار هذه العلاقة لكن رغم ذلك قد يصل الزوجان الى مرحلة العجز لإنقاذ واستمرار علاقتهما ومن هنا تأتي مشروعية موضوعنا اليوم ألا وهو الطلاق الذي قد يكون حلاً نهائياً لمعضلات الزواج وقد سلط الإسلام الضوء عليه فحدد سورة كاملة في القرآن الكريم لتتكلم عنه وتعرفه للناس.

المحتوى

ماهو الطلاق؟ وماهي أسبابه؟ ماهي آثاره؟ هل هو حل مشروع أم هو شبح مخيف نحاول الهروب منه قدر المستطاع

الطلاق: لغةً : تأتي كلمة الطلاق من أطلق , وأطلق الشيئ أي تركه وتخلى عنه بشكل مؤقت أو أبدي , ويأتي أيضاً بمعنى التسريح ,فيقال أطلق الناقة أي : سرحها.

إصطلاحاً :أو شرعاً هو رفع القيد الثابت (الزواج) بطريقة شرعية بألفاظ مخصوصة.

ويتم الطلاق بلفظ الكلمة صراحةً من الزوج العاقل السليم بحضور زوجته أو بغيابها أو أمام القاضي.

حكمه:مباح  وهو حل مشروع منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم فعندما يصل الزوجان إلى استحالة الحياة بينهما يصبح الطلاق مصلحة للزوجان رغم سلبياته وأضراره أيضاً يجب أن يكون موافقاً للطريقة والكيفية التي حددها الشرع وأن يكون  آخر حل يلجأ إليه الطرفان .

ماهي أسباب الطلاق ؟ وكيف يصل الزوجان إلى هذه المرحلةالحرجة 

تختلف أسباب الطلاق في مجتمعنا من أسرة إلى أخرى حسب الظروف ودرجة الوعي والنضج ومدى الإحساس بالمسؤولية من الطرفين ,سنحاول فيما يلي تسليط الضوء على أهم الأسباب التي تكون غالباً سبباً أساسياً وراء الطلاق وذلك لتجنب الوصول إليه:

  • لعل السبب الأساسي لهذه المشكلة يكمن في الاختيار الخاطئ لشريك الحياة فيحدث ذلك دون دراسة كافية عن الشريك وعدم وجود التكافئ العلمي والاجتماعي والعقلي بينهما ,فما يلبث أن يقطع الزوجان أياماً أو أسابيع قليلة من زواجهما حتى تبدأ الخيبات والصدمات بالظهور.
  • غياب التواصل والصداقة والمصارحة بين الزوجان حتى تتراكم المشاكل بصمت داخل النفوس وتشكل فجوة كبيرة تمهد الطريق بسهولة إلى الطلاق.
  • الغضب وسرعة الانفعال التي تؤدي إلى سد باب الحوار وتأتي بردود أفعال سلبية فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الآفة العظيمة وقال مكرراً : لاتغضب لاتغضب .
  • إفشاء المشكلات وعدم احتوائها وتدخل الآخرين من أهل وأصدقاء باانحياز لطرفٍ دون آخر فيزيد ذلك الطين بلة ويكون بذلك كمن يصب الزيت على النار بعكس التدخل الحكيم الذي يوسع أرضية التفاهم ويأتي بنتائج إيجابية فهو الذي أشار الله إليه في الآية الكريمة :(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35).
  • ضعف الدين من أحد الزوجان أو كلاهما فيعتبر ذلك بيئة ملائمة جداً لحياة عصيبة مليئة بالمشاكل والتوتر وعدم الاستقرار.
  • المشكلات المادية غالباً ماتكون سبباً كبيراً من أسباب الطلاق وخاصة عند عدم وجود الرضا والقناعة وحسن الإدارة من الطرفين.
  • الخيااااانة هي الضربة القاضية على الزواج لما تسببه من ولادة جرح عميق جداً يصعب مداواته أو غفرانه , ايضاً تؤدي إلى زعزعة الثقة والإخلاص التي هي أساس الحياة الزوجية.
  • تقصير أحد الطرفان بواجباته ومسؤولياته فكل طرف له حقوق وعليه واجبات وللأسف دائما مانلجأ للمطالبة بحقوقنا ونسيان واجباتنا.
  • العنف والعدوانية سواءً كان باللسان ام باليد وخاصة من الرجل بااستخدام الإهانة والتجريح والضرب ونفاذ صبر المرأة على ذلك.

آثار الطلاق وتبعاته

إن تكلمنا عن تأثير الطلاق سواءً كان على المرأة او الرجل أو الاطفال فإن العامل المشترك عند الجميع هو التعب النفسي والألم الذي يخلفه هذا الكسر الكبير بالإضافة إلى تفكك المجتمع الذي هو النواة الأكبر للأسرة .

ولا أعلم حقيقة من المتضرر الأكبر في هذا الأمر , فقد يقول قائل أن الأطفال هم الأكثر ضرراً كونهم الطرف الأصغر الأقل ادراكاً والأكثر تأثراً وخسارة فقد تنشأ عندهم عقدة نفسية ترافقهم على المدى الطويل  وتؤثر على سلباً على حياتهم الزوجية مستقبلاً.

أو ربما تكون المرأة هي صاحبة النصيب الأكبر من المعاناة العاطفية والإجتماعية والمادية فقد تنعدم ثقتها تماماً بجميع الرجال فتختار الوحدة بقية حياتها على ان تبقى في كابوس الفشل بأي لحظة إن دخلت بتجربة زواج جديدة , إضافة إلى اللوم والتأنيب من الأهل والأقارب والمجتمع المتخلف الذي يعتبر هذا معيباً بحق المرأة , ناهيك عن تحمل مسؤلية الأطفال المادية والمعنوية إن كانوا برفقتها.

قد يجول بخاطركم الآن أن  الرجل هو الطرف الأقوى والأقل تأثراً في هذا الموضع كونه سيختار زوجة جديدة بكل سهولة فلن يقف طويلاً على الأطلال لطبيعتة فطرته العملية بعكس المرأة العاطفية , لكن لايمكننا التعميم في هذا فهناك رجال عاطفيين ايضاً ولديهم روح حساسة جداً أضف إلى ذلك همه الكبير وشعوره بالمسؤلية لاختيار أم مناسبة لأطفاله إن كانوا من نصيبه .

أخيراً أخي الزوج , أختي الزوجة إتقوا الله في نفوسكم وفي أولادكم وتذكروا قول الله تعالى : وجعلنا بينكم ميثاقاً غليظا , دليل على قوة ومتانة العلاقة الزوجية المقدسة , فلاتنقضوا هذا الميثاق عند أول عقبة .

كونوا حريصين على الرفق والإحسان في الحياة الزوجية وفي انتهائها كما قال تعالى : فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان وتذكروا ألم الفقد موجع مهما كان فلا تزيدوا الألم على النفوس المتعبة بالتجريح والشتائم وكسر القلوب وأحسنوا إن الله يحب المحسنين.

عن bdolany

شاهد أيضاً

كل ماترغب معرفته عن المرأة الميزان

كل ماترغب معرفته عن المرأة الميزان

صفات المرأة الميزان: عفوية. صريحة. صادقة. ناعمة. جذّابة وجميلة. ملفتة للنظر. واعية. حكيمة. رومانسية. حسّاسة. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *