عزيزتي الأنثى هل خطر لك ان تسألي نفسك ماهو الوقت المناسب للزواج ربما ستكون إجابتك عندما إنهي دراستي , أو عندما أصل للعمر الفلاني , أو عندما يأتي فارس أحلامي , لكن ألم يخطر ببالك يوماً أن تسألي نفسك : هل انا مستعدة حقاً لمرحلة الأمومة ؟ هل سألت نفسك : هل أنا حقاً مؤهلة لأصنع من أطفالي الرجال الذين سيكون لهم الشرف بنصرة الدين و الإسلام ؟ هل سيخرج من بطني أيضاً النساء اللواتي يفتخر بهن النبي صلى الله عليه وسلم ويضعن بصمة لاتنسى في صناعة القادة لأجيال جديدة تكون عزاً ونصراً برفع راية الإسلام ؟ عزيزتي إن لم تكوني مهيئة لحمل أمانة الأمة فلا تتزوجي , إن كان كل همك كيف أكون طباخة ماهرة , وزوجة حاذقة , وأجمع الذهب والمجوهرات الفاخرة , وأكون سيدة مجتمع راقية . فلا تتزوجي
لاتنوي الزواج حتى تتقني صناعة القادة , لا بد أن يخرج من بين أضلعك رجلا كابن الخطاب , قللن من الحلوى والمال وأكثرن من إعداد الرجال .فالقادم من أمر أمتنا لايحتاج خرافاً تُعلف وتسمّن بل جسوماً تُبنى وقلوباً تؤمن .
علموا أولادكم أن الإسلام بحاجة ماسة لهم..
علموهم أن الفجر في البيت لايصليه إلا النساء ….
علموهم أن (سورة الأنفال ومحمد ) نزلتا ليصنعا ألف ألف رجل …..
أخبروهم وعلموهم أن الذي يعيش لنفسه فلا خير فيه …
فلولا “أم أيمن ” ماكان ” أسامة ” ولولا “أسماء ” ماكان ” ابن الزبير”. فأنت أماً بأمة تستطيعين تغيير كل المعادلات بحسن صنيعك في البنين والبنات …
وسورة “النساء ” ماسميت بالنساء إلا لعظيم فعل النساء في بناء الأمم …
فاصنعن لنا قادة …فقد سئمت الأمة أرباب المياعة والبلادة والخلاعة …كوني أماً واصنعي رجلاً .
المرعب في فكرة الزواج ليس أن تتحملي رجلاً بإيجابياته وسلبياته طيلة حياتك , ولا أن يتحملك هو , المرعب في حجم التردد ومصير أولئك الأطفال الذين سينتجون عن قرار ابتدأ بمجرد نظرة وإعجاب شكلي ..
هل تستطيعين حقاً أن تصنعي منهم رقماً صعباً في هذه الأمة ؟!.
الذي أؤمن به هو أن مرحلة العزوبية ليست مرحلة إصلاح الشعر المقصف , أو البشرة الداكنة , أو إصلاح الوزن الزائد فقط ,
إنما هي أثمن فرصة بين يديك لتصنعي عقلاً مختلفاً , وشخصية قادرة على إنتاج جيل حي نابض بالفلاح .
هي أثمن قرصة لتتعلمي فن صناعة الإنسان وتلملمي شتات شخصيتك , وترممي عيوبك وتصنعي جيل المستقبل الواعد فأرجوك كوني اماً تبني أمة
عزيزي الرجل السؤال موجه لك الآن هل سمعت بعقوق الآباء للأبناء ؟ هل سمعت بحق الولد على أبيه اسمع اذاً
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق إبنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إبنه وأنبه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زوجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت أمير المؤمين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.
أخي الكريم أتظن أن مهمة الأب هي فقط تأمين الطعام والشراب واللباس والحياة المرفهة لأولاده وتعليمهم العلوم الدنيوية ليفتخر بهم أمام الناس ويرفع رأسه ليقول أنا والد الطبيب أو المهندس أو المحامي …..الخ أو ربما تظن أنه يكفيه من الأخلاق أن يتحلى ببعض الصفات الحميدة كأن يكون مهذباً وكريماً وطيباً وكفى ؟؟ أهذه هي التربية التي ربى بها رسول الله فتية الأمة ليكونوا قادة وعظماء ؟ هل اخترت لإبنك أماً فاضلة حكيمة تعرف جيداً كيف تنشئ جيلاً مسلماً ومثمراً ؟؟ أم كنت تبحث عن جمالها ورشاقتها ونعومتها ؟؟
هل ربيت نفسك لتكون أباً صالحاً قبل أن تفكر وتفرح بإنجاب الذكر ؟إن لم تكن أنت صالحاً فكيف سيكون الولد كذلك
من أين يأتي الولد الصالح وأبوه شغله الشاغل الأكل والبيت والنت والكمبيوتر
من أين يأتي الولد العالم أو الفقيه أو الحافظ لكتاب الله , وأبوه يصبر على ألعاب البلايستيشن بالساعات ولايصبر على الجلوس معه ساعة ليحفظ نصف صفحة القرآن , ونصف صفحة من العقيدة أو الفقه
من أين يأتي الولد الصالح وأبوه ليس لديه وقت ليجلس معه بعد الدوام ساعة ويحكي له قصص الصالحين والصحابة
من أين ياتي الولد القائد وأبوه يصرف المال على الشاليهات ورحلات الشباب والصيد والبحر والجمعات ولايفكر أن يستثمر ولده فيعلمه ركوب الخيل أو السباحة أو الرماية أو غيرها
من أين يأتي الولد الرصين العاقل وأبوه طوال الوقت يثرثر على مواقع التواصل الاجتماعي ومع الجيران ومع الأصدقاء في التفاهات
من أين يأتي الولد الهادئ وصراخ أبيه يسمعه كل الجيران
من أين يأتي الولد ذو الشخصية القوية المعتز بذاته وأبوه كل الوقت يسبه ويهينه وينتقده أمام إخوته وأصدقائه
أخي أختي تأملو ا معي في آباء وأمهات تاريخنا الذي صنعوا قادة وعظماء الأمة واقتدوا بهم:
محمد الفاتح وهو صغير كانت أمه تأخذه وقت الفجر ليشاهد أسوار القسطنطينية وتقول له : أنت يامحمد من سيفتح هذه الأسوار لأن إسمك محمد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , عندما خيم موكب السلطان مراد الثاني في احد أسفارهم بالقرب من القسطنطينية.
وصلاح الدين الأيوبي عندما كان صغيراً , شاهده أباه يلعب مع الصبية فأخذه من وسط الأطفال ورفعه عالياً بيديه وكان أبوه رجل طويل القامة وقال له : ماتزوجت أمك وما أنجبتك لكي تلعب مع الصبية , ولكن تزوجت أمك وأنجبتك لكي تحرر المسجد الأقصى وتركه من يده فسقط الطفل على الأرض , فنظر الأب إليه فرأى الألم على وجهه فقال : آلمتك السقطة ؟ قال صلاح الدين :آلمتني ! قال له أباه: لمَ لم تصرخ ؟ قال له :ماكان لمحرر الأقصى أن يصرخ ..ياإلهي أي أب وأي ولد هذا ؟؟؟
ولم تكن صفية بنت عبد المطلب تبالي لولدها الزبير إذا سقط من على ظهر الفرس ..
ولم يكن يأكل الخوف قلوب العرب وهم يرسلون أولادهم إلى البادية بالشهور والسنين لتقوى أجسادهم وتشتد عزائمهم.
ولم يكن بقاء الولد وحده مع الغنم ليال في وديان مكة يؤلم نفس أمه وأبيه …
ولم يكن خروج الشاب اليافع إلى التجارة والصيد وتسلق الجبال الشاهقة وصيد الأسود أمثال حمزة بن عبد المطلب يجعل أمهاتهم تموت رعباً…
لذلك لما جاء الأسلام صادفت قوته الروحية قوته البدنية فخرج رجال كانوا فخراً للامة أمثال: خالد بن الوليد والزبير وسعد والمثنى والقعقاع والبراء بن مالك وعمرو بن معد , فلم يعودوا إلا بملك كسرى وقيصر !!
نحتاج أماً كصفية …تربي ولداً كالزبير ..وأباً كنجم الدين يربي أسداً كصلاح الدين …
فالأمة مقدمة على مرحلة عظيمة لايصلح معها صاحب الإسم المذكر والفعل المؤنث …
مستقبل الشعوب بيد أولادكم فلا تتركوهم فريسة الواقع الفاسد الي نعيشه , أفلام أفسدت أجيال , قبلات وأحضان ونصب وخداع وبلطجة وخيانات ومياعات وبعد عن الدين والتربية الصالحة ,
فااتقوا الله في أولادكم فقد جاء في حديث أبي هريرة: ما من راعٍ إلا يسأل يوم القيامة أقام أمر الله أم أضاعه.
وأكّد ابن القيم – يرحمه الله – هذه المسؤولية فقال: “قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم ال قيامة، قبل أ، يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللإبن على أبيه حق، فكما قال الله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسناً) (العنكبوت:7) وقال أيضاً: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) (التحريم:6)، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبتِ إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً”